جائزة اليونسكو 01-04-2009

جائزة اليونسكو
01-04-2009



كان حلماً فاصبح حقيقة .. فعندما ابلغت من قبل اتحاد اذاعات الدول العربية في تونس بترشيحي لجائزة اليونسكو في مجال الاعلام التنموي .. لم يرد بذهني ابداً مجرد فكرة انني قد احصل علي هذه الجائزة .. اولاً لان المنافسة دولية بين اكثر من 40 دولة .. ثانياً انني اعلم تماما تأثير اللوبي السياسي علي التحكيم .. ورغم ذلك فكان املي في الله كبير .. وظللت اتابع عن كثب ما تسفر عنه نتائج التصفيات .. كانت البداية تصفية بين 40 دولة .. وقتها شعرت ان الامل ضعيف وقلت لنفسي يكفيني شرف الترشيح باسم مصر لهذه الجائزة .. وكانت المفاجأة عندما ابلغني السفير اسماعيل خيرت رئيس هيئة الاستعلامات والسفير علاء موسي مندوب مصر في اليونسكو انني دخلت في التصفيات النهائية والـ 40 دولة اصبحوا 6 دول فقط .. كبر الامل داخلي رغم علمي ان هناك ضغوطاً سياسية لعدم فوز مصر .. وبدأت الساعات تمر كأيام وانا لا حول لي ولا قوة اتابع التصفيات التي تجري في مقر اليونسكو بباريس وانا جالس وسط اسرتي الصغيرة .. فيأتي لي تليفون من فرنسا ان التصفيات اسفرت عن تصعيدي مع 3 دول اخري الي مرحلة التصفية قبل النهائية .. وزاد الامل ومعه زاد القلق .. وبين ابتسامة وحزن شعرت بالرهبة وسرعان ما تبدد هذا الشعور، علمي بوصولي الي التصفية النهائية مع دولة المكسيك والتي كان يمثلها في المسابقة اذاعة جنوب المكسيك الوطنية وكانت المفاجأة الكبري عندما ابلغت من قبل اليونسكو انني فوزت بالجائزة مناصفة مع المكسيك .. في هذه اللحظة انسابت الدموع من عيني ومر بي شريط ذكريات طويل ملئ بالاحداث منذ ان اختارتني قناة دريم لاقدم علي شاشتها برنامج تليفزيوني واخترت ان يكون هذا البرنامج واحد من الناس .. تذكرت كم لاقيت من هجوم حكومي من بعض المسئولين والمحافظين ،، تذكرت كم تعرضت القناة لالغاء الفقرات التي تعرض مشاكل العشوائيات والقري الفقيرة .. وشريط الذكريات في ثواني .. وبين فرحة شديدة انتابتني وجميع زملائي في البرنامج .. لانني تأكدت اني كنت اسير في الطريق الصحيح ..رغم صعوبه وقسوته وألمه لكني كنت اشعر ان الله لن يضيع اجر من احسن عملا ً .. وبدأت افكر في لحظات بعد ان ابلغت من قبل اليونسكو بسفري الي هناك لالقاء كلمة والحصول علي الجائزة .. اخذت افكر .. ماذا اقول وبأي لغة اتحدث .. وقررت ان تكون كلمتي باللغه العربية وبالفعل سافرت لفرنسا وهناك وجدت حفاوة بالغة في الاستقبال من اناس لهم فضل كبير بدورهم الدبلوماسي لحصول مصر علي هذه الجائزة واولهم السفير اسماعيل خيرت رئيس هيئة الاستعلامات .. الدكتور محمد الذهبي سفير مصر في اليونسكو .. السفير علاء موسي مندوب مصر الدائم في اليونسكو .. السفير ايهاب بدوي مستشارنا الاعلامي في باريس وبجانب هؤلاء السفير ناصر كامل سفير مصر في باريس كل هؤلاء لعبوا دوراً مهما في دعمي والوقوف بجانبي .. وبالفعل ذهبت الي مقر اليونسكو وبصحبتها هؤلاء جميعاً انهم مصريون شرفاء وواجهة رائعة لمصر .. شدوا من ازري ووقفوا بجانبي .. ذهبت إلي اليونسكو وانا اسير بخطوات هادئه ثابتة لقيت كل ترحاب من السفراء المعتمدين في اليونسكو .. واعتليت مقعدي في قاعة الاجتماعات الكبري وبعد اعلان فوزي وتسلمي الجائزة .. القيت كلمتي التي تحدثت فيها عن تجربتي في مجال العمل الاعلامي .. وما هي إلا لحظات ووجدت سفير فنزويلا يقترب مني ليقول لي اننا بالرغم من اننا دولة جوار مع المكسيك الا ان صوت فنزويلا كان لمصر نظرا لجودة ما قدمته من منتج اعلامي يطرح ويعالج مشاكل الفقراء .. وما هي لحظات ورأيت سفيرة الهند تشد من ازري وتعددت اللقاءات الدبلوماسية وسط حفاوة كبيرة من ايرينا بوكوفا مدير عام اليونسكو التي قالت لقد ظهر واضحا ان هناك طفرة كبيرة للاعلام المصري في طرح ومعالجة قضايا الفقراء والمهمشين .. كانت اجمل اللحظات في حياتي وانا اقف لألقي كلمة مصر وسط هذا المحفل الدولي الكبير سعيدا بكلمات الرضا والثناء من سفراء دول العالم كنت فخورا بمصريتي.. وفي النهاية فإنني اهدي هذه الجائزة لجميع الفقراء والمهمشين في مصر .. اهديها للبسطاء والعجائز الملتفين حول نار المدفئة في ليالي الشتاء الباردة ..اهديها لابي وامي اللذين غرسا في قلبي حب الفداء والتضحية في سبيل اعلاء القيم الروحية ،، الي ابنائي وابنائكم الذين اتمني لهم ان ينعموا بغد مشرق يسوده الحب والرحمة بين البشر.