الذين يقولون بأن مصر.. لم تعرف الفتنة الطائفية علي مدي تاريخها الطويل.. لديهم الحق كل الحق .. أي أنهم لم يتجاوزوا.. أو لم يلقوا الكلام علي عواهنه.. فمنذ أن دخل الإسلام.. هذه البلاد.. والأقباط راضون.. متقبلون الأمر الواقع عن قناعة ومودة.. لأسباب عديدة.. أهمها أن الفاتح عمرو بن العاص قد أعلن منذ اليوم الأول.. احترامه لأملاك الكنيسة.. وأعاد إنشاء الأديرة المهدمة.. وبالتالي جاءه الرهبان أفواجا يؤكدون إخلاصهم. وولاءهم.. وقبول التعامل باللغة العربية بدلاً من الرومانية..!
***
أما من ينكرون وجود احتقان بين الطرفين.. فهؤلاء.. مخطئون.. مخطئون.. ولا يملكون الشجاعة والجرأة علي مواجهة الحقيقة.. لأن هذا الاحتقان قائم. وواضح. وظاهر للعيان في الداخل والخارج منذ عام "1972" تحديداً عندما أراد المسيحيون في مدينة الخانكة "محافظة القليوبية".. تحويل بعض منازلهم إلي كنائس.. فاعترض المسلمون.. وقاموا بمنعهم بالقوة مما أدي إلي وقوع اشتباكات عنيفة. وسقوط قتلي وجرحي.. ثم سرعان ما انتقل نفس السيناريو تقريباً إلي الزواية الحمراء في القاهرة.. وتعدد فيما بعد في أماكن شتي بمختلف المحافظات..!!
لذا.. من يريد الإصلاح بالفعل.. ومن يسعي إلي اقتلاع جذور الفتنة الطائفية.. وجب عليه.. أن يضع الحقائق مجردة أمام عينيه ثم يبدأ في عمليات الفحص والتدقيق.. ومحاولات إيجاد الحلول المنطقية والملائمة..!
***
لكن طالما اعترفنا.. بهذا الاحتقان.. فلا ينبغي في نفس الوقت أن ندع العلاقات العاطفية.. أو بالأحري الجنسية كما ذكرت في مقال الأمس.. أن تغذي ألسنة لهيبه.. أو أن تكون العامل الأساسي والرئيسي.. في اشتعال "الحروب" بين أبناء هذا الشعب.. وعندما أقول الحروب.. فإني أقرر واقعاً.. إذ بماذا نصف ما دار في امبابة منذ أيام قليلة.. عندما سقط 12 قتيلاً مرة واحدة.. إلي جانب ما يقرب من 180 جريحاً..؟؟
***
دعونا نتفق.. علي أنه ليس من المنطق.. أو المعقول.. أو المقبول أن تصبح امرأة مثل عبير.. هي وقود النيران التي قد لا تبقي ولا تذر.. فماذا تمثل عبير هذه بالنسبة لملايين المصريات..؟؟
إنها مجرد امرأة.. فشلت في حياتها الزوجية.. فأرادت الخلاص عن طريق تغيير دينها.. فماذا في ذلك..؟؟
أليست الحكاية شخصية بحتة أولاً.. وأخيرا..؟؟
ثم.. ثم.. ينبغي أن نعي جيداً أن الإصرار علي ربطها.. بحكاية وفاء قسطنطين زوجة قسيس وادي النطرون التي قالوا إنها أسلمت ثم عادت لديانتها الأولي.. ينم عن سوء نوايا.. لأن ذلك الحدث وقع في عام "2004" أي منذ 7 سنوات كاملة.. ومحاولة العودة إليه بين كل آونة وأخري إنما يحمل في طياته.. معاول هدم.. لا تغيب عن الأذهان..!
***
.. وفيما نتفق علي عدم جواز أو عدم منطقية الأخذ بالعلاقات العاطفية كمحور أساسي للاحتقان.. فلابد علي الجانب المقابل أن نرفض رفضاً باتاًَ وقاطعاً.. أن تتحول بعض غرف الكنائس إلي ما يشبه "الزنازين" التي يتم بداخلها سجن الفتيات والسيدات اللاتي مارسن حقاً أصيلاً من حقوقهن.. وإلا فنحن إذا سمحنا بذلك.. فإنما نفتح الباب إلي وجود دولة داخل الدولة.. وهذا يتنافي مع مصالح المسيحيين.. والأقباط سواء بسواء..!
الأدهي.. والأمر.. أن تكون هناك كما تردد في الآونة الأخيرة. وما قبلها مخازن للأسلحة والذخائر "مشونة" بمواقع أخري داخل نفس الكنائس.. بحجة الدفاع عن النفس.. إذا ما حدث هجوم "إسلامي".. من جانب أهل الفتاة أو السيدة.. في محاولة لتحريرها من الأسر..!
مثل تلك السلوكيات.. غير "العقلانية".. هي التي تزيد من حمي الاحتقان.. وليس مجرد طلاق "وفاء".. أو هروب "عبير".. إذ كيف يقبل المجتمع أي مجتمع علي نفسه.. أن تتولي مجموعة منه.. أو طائفة من طوائفه مسئولية من مسئوليات السيادة الوطنية..؟؟
أحسب أن الإجابة لا تحتاج لبساً أو تأويلاً.. لأن الحق.. أحق أن يتبع.. ويستحيل.. يستحيل.. أن نترك للخيال العنان بأن الشمس قد تشرق يوماً من المغرب.. وإلا فنحن نخالف نواميس الكون.. مخالفة صريحة وواضحة.. الأمر الذي لا يقبله.. ولا يرضي عنه.. الخالق الأوحد.. الله سبحانه وتعالي..!!
***
ثم.. ثم.. نأتي إلي الأهم.. والأهم..!
في كل مرة.. تنشب فيها معركة من المعارك يتم توجيه سهام الاتهامات إلي البلطجية..!
البلطجية.. هم الذين رشقوا الكنيسة بالحجارة..!
البلطجية.. هم الذين ساروا علي أقدامهم عشرات الكيلو مترات ليضرموا النار في كنيسة أخري..!
البلطجية.. هم الذين ألقوا بزجاجات المولوتوف من فوق أسطح المنازل..!
البلطجية.. هم الذين أطلقوا الرصاص علي الغادين. والراحين..!
إذن.. لقد حان الوقت.. لنضع تعريفاً دقيقاً.. للبلطجية..!
هل هم إرهابيون.. نريد التخفيف من غلوائهم. وسطوتهم..؟؟
هل هم "حرامية".. "ولصوص"..؟؟
هل هم "قطاع طرق"..؟؟
هل هم.. هواة أعمال شغب وإثارة ليس إلا..؟؟
مهما كانت الأوصاف.. أو الصفات.. فلا مناص من محاصرة هؤلاء البلطجية بصرف النظر عن تنوع توجهاتهم. واختلاف مشاربهم.. حصاراً دقيقاً.. لا يفلتون من شباكه أبدا..!
وتأكدوا أنه في حالة ضبط هؤلاء البلطجية. وتقديمهم للمحاكمة مثلما أعلن المجلس الأعلي للقوات المسلحة. والحكومة ثم إصدار أحكام رادعة ضدهم.. فسوف يختفون من الساحة إن آجلاً.. أو عاجلاً..!
نحن لدينا قانون قديم لمواجهة البلطجة.. لكن للأسف لم يتم تفعيله.. التفعيل اللازم. والواجب. والتلقائي..!
لماذا..؟؟
هل لأن البلطجية.. لديهم "بلطجية" آخرون يتولون حمايتهم..؟؟
هل لأن النغمة التي سادت المجتمع كله.. كان قوامها العنف. والصدام "المشترك".. والدم الذي يسيل أنهارا.. فبات من المتعذر عمليا.. مواجهة كل هذا العوار..؟؟
عموماً.. مهما كانت الأسباب. والمبررات. والذرائع.. فما من سبيل كما أوضحت سوي القضاء قضاء مبرماً علي البلطجة. والبلطجية مهما كلفنا ذلك.. مع الأخذ في الاعتبار.. بأن هذا الأمر لن يفيدنا في التخفيف من وطأة الاحتقان الطائفي فحسب.. بل سيشمل جميع مجالات الحياة.. السياسية. والاقتصادية. والاجتماعية..!
***
في النهاية تبقي كلمة:
الآن.. لم يعد هناك ما يدعو لاستمرار التظاهرات أمام مبني التليفزيون في ماسبيرو والتي تؤدي إلي تعطيل حركة المرور.. وانصراف الناس عن أعمالهم.. فها هي الشواهد تشير إلي أن الخيوط بدأت تتجمع بما يشكل بوادر أمل قد تنتهي عندها العديد من الأزمات والكثير من المشاكل.. في نفس الوقت الذي أنصح فيه كلاً من المسلمين. والأقباط بالابتعاد عن بعضهم البعض خلال تلك المظاهرات..!
نعم.. الظاهر يقول.. إن "المشاركة" تنطوي علي نوع من التعاطف الوجداني.. وتعكس صورة من صور التضامن.. إلا أنها مشاركة قد يكون ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.. فما أدرانا أن تنشب مشادة كلامية.. أو يظهر علي السطح موقف مفاجئ.. فيحدث ما لا يحمد عقباه..؟؟
إن الظروف بكل المقاييس دقيقة.. وحرجة.. ونرجو.. ونلح في الرجاء.. أن نكون جميعاً.. واعين.. ومدركين.. وفاهمين لما يجري فهماً دقيقاً.. وشاملاً..!
كبسولات
* تأكدوا .. أن مصر .. سوف تظل دائماً وأبداً.. محروسة.. بفضل الله.. ورعايته.. وكرمه.. وعطفه .. سبحانه وتعالي.
***
* حقاً .. فرق كبير.. بين مناخ دافيء يحتضن وجودك .. وبرد "ثقيل" .. يلسع أطرافك ويحول جسدك.. إلي ثلاجة.. فور اقترابك من المكان..!
***
* نعم .. وألف نعم .. الأصيل .. أصيل .. والنذل.. نذل..!
هكذا تثبت التجربة.. يوماً بعد يوم..!
***
* أخيراً.. سوف نتناول "لحمة" خالية من "الساركو سيسته"..!
برافو.. لأخر وزير زراعة.. "محمد فريد أبوحديد"..!
***
* ضم جامعة النيل إلي مشروع د. أحمد زويل للعلوم والتكنولوحيا جاء تصحيحا لخطأ.. كان محالا ان يستمر..!
***
* أنا شخصياً.. مع أصحاب دعوة "مهندس مع إيقاف التنفيذ" إذ ليس متصورا أبدا.. ألا يجد "مهندسو" الاتصالات.. فرص عمل.. أو حتي تدريباً في وزارة الاتصالات.. وشركتها "المصرية"..!!
الرحمة.. والحنان.. ياسيادة "الوزير" ماجد عثمان..!
أما المهندس محمد عبدالرحيم المدير التنفيذي لشركة الاتصالات.. فهو رجل "فاهم".. ويجب ألا تتوه عنه مثل تلك الأمور..!
***
* السيدة "حنان علي".. التي تدعي بأن زوجها قد قتل في العراق.. وورثت عنه سبعة ملايين و400 ألف دولا.. تريد استثمارها.. أقول لها: لعبتك قديمة.. وقديمة جداً..!!
بل .. أحذر.. مستخدمي الانترنت من الوقوع.. في براثن مثل تلك الخدع الداهية..!
***
* الصم والبكم بمصر الجديدة.. جمعوا تبرعات قيمتها "90 ألف جنيه" لصالح عملية زراعة القوقعة التي تتكلف "110" آلاف جنيه..!
يعني ينقصهم 20 ألفا.. فهل من فاعلي خير.. يتبرعون.. أو يمدون الأيادي "الطيبة"؟!
***
* توجد منطقة اسمها "الشرقاوية البحرية" بسوق الزجاج بشبرا الخيمة.. أرجوكم .. ضعوا عيونكم عليها جيدا خشية تفاقم أحداث لانحبها. ولانرضاها. ولانتمناها..!
***
* الشاعر الغنائي ابراهيم رضوان صاحب الأغنية الشهيرة: "مدد.. مدد.. شدي حيلك يابلد" سبق أن حصل علي منحة تفرغ.. لكتابة خماسية الأسماء الحسني..!
والآن.. يحتاج.. إلي مد هذه المنحة لمدة عام واحد.. لانهاء الجزء الأخير من الخماسية!!
القرار بلاشك في يد .. الوزير عماد أبوغازي..!