كل يوم جمعة
اقرأ في جريدة الرأي العام الكويتية كل صباح بانتظام فمدير مكتبها في القاهرة عبدالله كمال يحرص علي ارسالها لكثير من الإعلاميين ومن يهتمون بالشأن العام وهو صحفي شاب - نسبيا - شاطر دائما مع الاختلاف بالكامل حول مواقفه وآرائه السياسية في السنوات الأخيرة.
ولم أعد اقرأ جريدة السياسة الكويتية منذ صدر فرمان اداري بوقف ارسالها للجميع بعد ان فقدت وفقدنا مستشارها في القاهرة محمد مصطفي الصحفي النبيل الجميل.. خسرت "السياسة" كثيرا فقد كانت تذكر دائما في الصحف المصرية. ليس فقط لأن رئيس تحريرها احمد الجارالله مهتم بأحوال مصر خصوصا حكامها وليس لأن محرريها يميلون إلي الاثارة الصحفية قدر ما يتاح لهم ولكن لأن صناع الرأي العام في مصر كانوا يقرأونها كل صباح وينقلون عنها.
وقبل أن نفقد زميلا آخر حسن الهواري عمل كثيرا من أجل تعريف القراء في مصر بالجريدة التي يمثلها "الراية" القطرية حتي جاء صحفي كبير من الادارة العليا تقمص شخصية "السقا التركي" الاسطورية وبدأ يعيد النظر في كشوف البركة كما تصور ووعد - علي الطريقة العربية - بإصلاح الحال ولم يفعل مع ان "الراية" تصدر علي الأقل ملاحق لها قيمتها وننظر إليها بحب وتقدير منذ كان الراحلان العظيمان كامل زهيري وصلاح الدين حافظ يرأسان تحريرها مع نخبة من شباب الصحفيين المصريين أصبحوا الآن علي المعاش اذكر منهم محمد جاب الله رئيس تحرير الكورة والملاعب الذي ارجوه ان يكتب مزيدا من الذكريات عن أجواء "الراية" في سنواتها الأولي مثلما فعل مرة.
أما لماذا لا نشتريها مادمنا نحبها فلأن لدينا من الصحف والمجلات المصرية ما لا نجد وقتا لقراءته في يوم واحد.. ولأننا لا نجد الصحف العربية عدا "الحياة" و"الشرق الأوسط" في كثير من اكشاك البيع مما يفقدنا عادة شرائها ولأسباب أخري!
طالت المقدمة.. وندخل في الموضوع.
لفت نظري اعلان في "الرأي العام" عن كتيب يوزع معها مجانا. عنوانه مثير هو "يوم الجمعة في عصر الثورات" ولكنه لا يصل مع الجريدة ربما لم يوزع خارج الكويت فاستهواني الموضوع وأخذت افكر في كيفية الحصول عليه حتي اهتديت إلي صديقي الإعلامي الشباب "صلاح مال الله" الذي عرفته واحببته عند زيارتي الأولي للكويت قبل أعوام وكان قلبي معه وهو يمثل بلاده في لبنان أثناء الظروف الصعبة وبقي الود تليفونيا بيننا حتي اليوم.
سألته النصيحة فتحمس وقال كلاما طيبا عن الجمعية التي تطبع مثل هذه الكتب وتوزعها بالمجان وبعد أيام قليلة وصلني بالبريد السريع جدا أكثر من نسخة سوف أوزعها علي من قد يهتم.
ليس كتابا وإنما أربع صفحات أنيقة ملونة من الورق المقوي ومضمونها أجمل من شكلها.. أما صورها للحشد الكبير بميدان التحرير والصلاة فيه يوم الجمعة وكل جمعة وصور الرؤساء العرب المخلوعين فعلا "بن علي ومبارك" والمخلوعين بإذن الله القذافي وصالح أما النهاية فصورة تجمع الأربعة من آخر لقاء قمة جمع بينهم والآية الكريمة "قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك علي كل شيء قدير" وهي الآية التي كانت كل خطبة الجمعة بعد الوفاة المفاجئة للرئيس عبدالناصر قالها فقط من علي المنبر الشيخ عبدالحميد كشك - رحمهما الله - وانهاها بالعبارة التقليدية "واقم الصلاة".
أما عن فضل يوم الجمعة في الإسلام فقد قال عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة. فيه خلق آدم وفيه اهبط وفيه تيب عليه وفيه مات وفيه تقوم الساعة وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي ويسأل الله عز وجل حاجته الا اعطاه اياها.
أما مناسبة اصدار "مركز وذكر" الكويتية فلأن يوم الجمعية عند الشعوب العربية أصبح ايضا يوما للثورات يعمل الطغاة له حسابا فقبل حلول الجمعة بيوم أعلن بن علي الآن افهمكم ومبارك "سوف الغي توريث ابني" والقذافي "ايها الجرذان" وصالح "إذا تنحيت من يستطيع ادارة البلاد؟!"