هـــــــدنــة إنقـــــــــاذ!

بهدوء وتروٍ وتمعن وإدراك.. أرجو أن نقرأ تكليفات المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة لوزارة الدكتورعصام شرف وبنفس الروح أرجو أن نقرأ بيان رئيس الوزراء إلي الأمة عقب أداء حكومته اليمين الدستورية. الأمل أن نقرأ جيدا، وأن نستشعر روح الجدية والاخلاص في التنفيذ الصادق لكل ما جاء في تكليفات المشير وبيان رئيس الوزراء..
لا وقت للمزايدات أو المهاترات، ولا سبيل إلا تكاتف الجميع ـ شعبا وحكومة والمجلس العسكري ـ في العبور بمصر من المأزق الخانق إلي بر الأمان، فما أحوجنا الآن وليس غداً إلي مرحلة هدوء واستقرار بتكاتف جميع التيارات السياسية والحزبية والائتلافات الشبابية.
الجميع صادقون مخلصو النية، وذوو احساس وطني كبير. وأي وطنية أكثر من شباب خرجوا وأرواحهم علي أكف أيديهم فداء بلدهم في يوم رسم ملامح جديدة للتاريخ يوم 25 يناير.
التحدي الأكبر اليوم، مرحلة هدنة، حفاظا علي مصلحة الوطن، وتفويت الفرصة علي المتربصين بثورة مصر وتهديد أمنها واستقرارها.. جميعنا نتفق علي أن الثورة مستمرة حتي تحقق جميع أهدافها، من حرية وكرامة وعدالة اجتماعية. ولكن دعونا نترقب ماذا ستفعل الحكومة، بعد أن أثبتت حسن نيتها وأسرعت بوتيرة ادائها لتحقيق مطالب جمعة 8 يوليو - الثورة أولا - والتي شرعت في تنفيذها قبل التشكيل الجديد للوزارة. من المهم أن تشهد الفترة القادمة اكتمال مظاهر الحياة الطبيعية من أمن لأبناء الشعب وأمان لكل سائح ضيف علينا، واستقرار لكل مستثمر يوفر فرصة عمل جديدة ويضخ أموالا، ما أحوج ميزانية الدولة إليها.
ليست القضية اليوم مسميات، حكومة تسيير أعمال، أو حكومة انتقالية.. ولكن الأهم الواقع الذي نعيشه والذي يحتاج الي إنقاذ، والتكليفات تؤكد أنها حكومة إنقاذ إذا استطاعت انجاز العاجل منه، لحين إجراء الانتخابات، واستكمال المؤسسات الدستورية والتشريعية للدولة. وليست القضية اسماء من جاءوا للوزارة ومن الذي رشحهم، هل هذا الائتلاف أو ذاك الحزب. اذا تعاملنا مع الموقف هكذا، سوف تستمر الخلافات. فالمهم هو الأهداف ومستوي الأداء للحكومة وتنفيذ الوعود التي تعهدت بها. وإذا شابها القصور أو التقاعس أو التباطؤ، فمصر كلها في مرحلة ثورة وقادرة علي التغيير، وإذا عدتم عدنا، وهذا لن يكون غائبا عن الوزارة ورئيسها الدكتور عصام، الذي جاء من ميدان التحرير وقبل تحمل المسئولية قطع علي نفسه عهدا، أن يعود للميدان إذا فشل في أداء مهمته، ويعتبر مطالب الثوار والشعب أوامر كما قال في بيانه، وهو رجل يشعر بمشاكل المواطنين، وقد عبر في جملة قالها بأحد لقاءاته عن كل ذلك »لا تنسوا اننا نتعامل مع شعب مجروح وله الحق في كل مطالبه«. وكان ذلك تعقيبا منه علي عدم التعامل بحسم مع بعض المظاهرات لمطالب فئوية في أعقاب الثورة.
انتقدت كثيرا الحكومة السابقة للدكتور شرف، لبطء قراراتها والتي دائما ما كانت ردود أفعال لحركة الشارع المصري وميدان التحرير. ولكن تكليفات المشير تؤكد أننا لم نعد في عصر التكليفات الانشائية للحكومات ولكننا في عهد تكليفات ثورية وبرامج محددة، نأمل ان تنجح الحكومة في تحقيقها ، والأيام القليلة القادمة هي الفيصل والحكم.؟!
المصدر : أخبار اليوم