اختفاء رجل الدولة من مصر !؟ 26-03-2009

اختفاء رجل الدولة من مصر !؟
26-03-2009

أشعر أننا نعيش في جزيرة ماو ماو .. وهي جزيرة ما في مكان في العالم .. ولسنا في جمهورية مصر العربية " الدولة .. لأن الدولة لها مقومات ونظم تحكمها .. أما في مصر الآن .. فكل شيء مباح .. وكل من يريد ان يفعل شيئاً تسوله له نفسه يفعله دون حسيب أو رقيب او خوفاً من قانون.. المساءلة ببساطة ان مصر اتغيرت والناس اتغيرت !! حتي المسئولين اتغيروا .. فلم تعد تجد من كبار المسئولين من يطلق عليه لقب رجل دولة .. أي رجل سياسي اختارته القيادة السياسية لوضعه وخبرته في مجال تخصصه أو في مجال العمل السياسي .. فعدد من وزراء حكومة نظيف ليسوا رجال دولة او رجال سياسة .. بل هم وزراء لا نعرف علي أي اساس تم اختيارهم وما هي المؤهلات التي وضعتهم في حيز الاختيار وحتي عندما تمت اقالتهم لانعرف ايضا لماذا اقيلوا وما الاسباب والدوافع لاقالتهم ؟ .. مماجعل الناس تتأكد ان اختيار الوزراء اصبح يتم بشكل عشوائي ارتجالي عاطفي بعيداً كل البعد عن العناصر الاساسية الواجب توافرها في أي وزير ..فعلي سبيل المثال لا الحصر عندما تم مؤخراً اختيار مجموعة من رجال الاعمال وزراء في الحكومة الحالية لم يعرف الناس أسباب اختيارهم إلا لو اعتبرنا ان رجل الأعمال الذي يعمل في مجال السياحة اصبح وزيرا لها والذي يعمل في مجال سيارات النقل أصبح ايضا وزيرا لها والذي يمتلك مستشفي أصبح وزيرا ايضا .
إذن فالمعاير هنا تبدو غائبة فليس معني انني امتلك «كشك سجاير» اصلح وزيرا للتجارة أو حتي رئيسا لشركة الدخان .. لأن الاختيار جزء منه خبرة طويلة في مجال ادارة العمل العام بخلاف عدم القدرة علي فصل عمل الوزير الخاص عن عمله العام حتي لو ادعي هؤلاء الوزراء أنهم تركوا اعمالهم الخاصة لآخرين قبل دخولهم الوزارة كذلك فكرة رجل الدولة بمعناه الكبير أنه رجل له سياسة واستراتيجية واضحة يعمل علي خطط طويلة الأجل وليس مجرد سكرتير وظيفته انه ( يريح الزبون ) والمقصود بالزبون هو رئيسه الاعلي .. واخيرا وفي هذا الاطار الذي تنعدم فيه الشفافية في اختيار الوزراء او عزلهم ..فتنطلق الشائعات وتنتشر وكان آخرها الشائعات التي انطلقت عقب اقاله وزير الموارد المائية د. محمود أبوزيد .. فالرجل اقيل بشكل غامض وبيان كاذب ادعي انه تقدم باستقالته لاسباب صحية في حين ان الرجل يظهر يوميا بشكل يبدو طبيعياً وكما تأكد فالرجل غير مصاب بأي أمراض سوي مرض السكر إذن فالاقالة ليست مرضية .. وانما سياسية فلماذا إذن لا يعلن مجلس الوزراء اسباب اقالته .. فاذا كان ارتكب خطأ يجب ان يعرفه الجميع ويجب ان يحاسب الوزير عليه !! واذا لم يكن قد ارتكب شيئا فلماذا اذن أقالوه بهذا الشكل المهين ؟. ( وفي بلدنا من يقال فلا دية له ) هذه ثقافة الشعب المصري.. علي عكس دول أخري يخرج الوزير ثم يعود مرة اخري .. لكن في مصر الوزير السابق «ماضي وراح » إن ماحدث مع محمود أبو زيد إهانة لشعب يجب ان يقف علي حقيقة إقالة الوزير واسبابها .. ولا يكون الشعب المصري مثل «الاطرش في الزفة »آخر من يعلم .. وان كان خروج الوزير بهذا الشكل يؤكد ان أخرة خدمة الغز علقة .. وانه لا يأمن وزير علي كرسيه .. ( فاي زمبة او وشاية) كفيلة بالاطاحة به .. طبقا لمزاج كبار المسئولين طالما ان هذا الوزير ملوش ظهر يحميه .. ويبقي اقول إن محمود أبو زيد وزير الري عند وصوله لوزارة الري منذ اكثر من عشر سنوات ماكان يتمني أبداً هو او ابناؤه او المقربون منه ان تكون نهايته بهذا الشكل المهين وعلي الدولة ان تعلن اسباب إقالة الرجل لتبرئة ساحته أو لإدانته !!