العمليات المتكررة لتفجير خط الغاز والتي بلغت حتي الآن خمس عمليات والاحداث التي جرت في العريش واستمر فيها تبادل اطلاق النار لمدة9 ساعات وبأسلحة مؤثرة ووسط الكتلة السكانية بالمدينة.
ظل هذا يوضح أن الجهات التي تقف وراء هذه الأحداث مخططة ومنظمة وعلي درجة كبيرة من الجاهزية والاحتراف والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا ما جري ولمصلحة من.. ومن يستهدف سيناء بالشر؟
جوانب غير ظاهرة
لواء طلعت مسلم الخبير الاستراتيجي يقول أعتقد أن هناك جوانب غير ظاهرة في الموضوع وهناك عدة عوامل مختلطة بالأمر منها العلاقة بين سكان سيناء والسلطة, ثم فلسطين والصراع العربي الاسرائيلي وقضيه تصدير الغاز لإسرائيل والعنصر الثالث هو الانفلات الأمني الذي يمكن أن يكون له تأثيراته في جميع أنحاء الدولة, وكذلك العلاقة بين الإسلام والدولة وهذه العناصر مرتبطة مع بعضها, وهي يمكن أن تكون المحرك لما يجري, فمثلا علاقة أهالي سيناء بالدولة توترت في السنوات الأخيرة ووصلت الي تحدي سلطة الدولة وهو يحتاج لمعالجته سياسيا وأمنيا, ومطلوب أن تكون هناك علاقة طيبة بين الجانبين, أما الصراع العربي الإسرائيلي والغاز فهذا يفسر وجود فلسطينيين مشتبه فيهم, والانفلات الأمني عندما يحدث قطع طريق وفوضي فهذا يغري الآخرين, كما أن معاهدة السلام مع اسرائيل زادت الفراغ في سيناء فمحدودية وجود قوات بها ساعد علي مثل هذه العمليات كذلك العلاقة بين الإسلام والدولة له انعكاس علي رفع شعارات اسلامية ممن ارتكبوا الأمر, وكل هذا يحتاج لمعالجة أمنية وسياسية لوضع الحلول المناسبة.
ويضيف أن العريش أختيرت لأن سلطة الدولة في سيناء تتمركز بها, وكذلك موقع خطوط الغاز.
معالجة خاطئة
د. محمد الجوادي المفكر والمؤرخ السياسي يري أن حكومة شرف بدأت معالجة ملف الأمن القومي بسيناء معالجة خاطئة من خلال جلسة طعام وكانت النتيجة أن الجهات الأخري المسئولة تقاعست عن وضع خريطة طريق لحل مشكلات سيناء مما شجع الاتجاهات المتزايدة علي أن تستغل الموقف النفسي في التشجيع علي جو جديد لم تشهده مصر من قبل وهو وضع ينذر بخطر بالغ لثلاثة عوامل أولها انتشار السلاح في سيناء والثاني ازدياد حالة الاستقطاب بين الأهالي والحكومة والسبب الثالث أن اللحظة الحالية دقيقة وحرجه وينبغي هنا أن نتذكر أن الدولة المصرية في القرن العشرين كانت تتعامل مع المحافظات الحدودية من خلال القوات المسلحة وليس الشرطة وهذا يبدو المتاح الآن نظرا لفقد الثقة بين البدو والشرطة ولتكرار وقوع هذه الحوادث مع تصاعد حدتها حادثا بعد الآخر.
ويضيف بأنه لايجب إهمال العريش وقد اكتفت الحكومة بحفلة نظمها وزير الخارجية الاسبق خاصة بالمصالحة الفلسطينية ومن هنا ينبغي التنبه الي أن مشاكلنا قد تأتي من غزة نظرا للأوضاع فيها, ومن هنا يجب أن نعطي الأولوية لحل مشكلة شمال سيناء.
فكر شكري
سامح سيف اليزل الخبير الاستراتيجي ورئيس مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية يقول إنه يبدو أن المجموعة هي من تنظيم التكفير والهجرة ويؤمنون بفكر شكري مصطفي الذي يتجه إلي العنف والتقويم باليد والمؤشرات تدل علي أنهم المسئولون أيضا عن حوادث تفجير الغاز في المحاولات الخمس وبالتالي الطريقة التي قاموا بها بدأت بتسع سيارات تم انضمام40سيارة أخري قادمة من منطقة الشيخ زويد وصولا الي مايزيد علي06 سيارة في نهاية الساعات التسع التي استمرت فيها الاعتداءات مع استخدام هذا الكم الكبير من الاسلحة و15ألف طلقة ذخيرة يوحي بأن التنظيم قد أعاد تنظيم نفسه وأنه يستمر في سلسلة من هذه الاعتداءات بدليل قيامه في اليوم التالي بمحاولة قصف خط انابيب الغاز بقذائف الــ ار. بي. جي
ويضيف أن قسم الشرطة ثان في العريش قد استهدف ايضا منذ عدة اشهر والسبب أنه تم الانتهاء من ترميمه وإعادة افتتاحه خلال الايام السابقة والمعروف أن السادات كان قد أتخذ موقفا من هذا التنظيم في السابق ومحاكمة وإعدام شكري مصطفي وبالتالي هدموا تمثاله.
ويشير إلي أن اشتهداف الكتلة السكنية المزدحمة هدفه ارسال رسالة للدولة بأن التنظيم يسيطر علي منطقة شمال سيناء ويستطيع القيام بما يراه في الوقت الذي يراه ويؤكد أن التعامل من قبل القوات المسلحة كانت له معايير عدم اصابة المدنيين والابرياء بشكل اساسي خلال المواجهات
وأيضا عدم استخدام العنف الذي ترفضه جموع الثوار والأئتلافات المختلفة حاليا يضاف الي ذلك عدم تصعيد الموقف مع جماعة لديها أسلحة وذخائر بأعيرة مختلفة مما يضع متخذ القرار في موقف صعب حيال التعامل في مثل هذه الموضوعات.
إلا أنني أري أنه قد يكون من المناسب التفكير في فرض حظر تجول يطبق بدقة دون تهاون علي بعض المناطق المختلفة خاصة منطقة العشرين وايضا التفكير في فرض الاحكام العرفية في العريش أما إذا استمرت الحوادث في مناطق اخري في محافظة شمال سيناء فيمكن مد العمل بالاحكام العرفية في هذه المناطق ايضا.
التنمية والعنف
<اللواء عادل كساب عضو اللجنة القومية لادارة الازمات برئاسة مجلس الوزراء يقول حول علاقة التوتر في سيناء بتوقف عمليات التنمية بها انه يوجد تنمية في سيناء ولكنها تفتقد للميزانية هناك جهاز تعمير سيناء والخطة القومية لتنمية سيناء, والوضع الآن غير واضح.. مايحدث الان في المنظور القريب هناك مخطط مستهدف للعديد من التنظيمات المختلفة وهي ترسل رسالة اما دعم النظام الاسلامي او التخويف بلا رهاب, فالمستهدف ليس قسم شرطة وأنما هو الإيحاء بأنهم قادرون علي الفعل فحملهم طلقات ار. بي. جي يعني ان هناك جماعات منظمة ومدربة وصاحبة خبزة وقد مارسوا هذه العمليات من قبل, وما حدث في التحرير يبين ان هناك تخطيط منظم ومنهجي يجري تنفيذه.
بلطجة
عدنان مصطفي رضوان الجبور مزارع وتاجر مايحدث الان في شمال سيناء ماهو الا بلطجة من بعض المواطنين المعلومين لدي الاجهزة الأمنية. ويوجد تنسيق بين بعض البلطجية الموجودين في شمال سيناء وبين المواطنين الموجودين في الجانب الآخر. وكذلك هؤلاء معلومين لدي الأجهزة الأمنية. وانني حزين علي مايحدث داخل أرض سيناء الغالية الحبيبة.. وتم أختطاف ابن اخي منذ اكثر من90 يوما وهو يبلغ من العمر16 عاما ولم يدخل امتحان الثانوية العامة ومطلوب فدية قدرها250 الف دولار ثم150 الف دولار ثم150 الف جنيه وجميع الاجهزة تعرف تماما من هم لاننا قد بلغنا عنهم وهم يمارسون اعمال البلطجة داخل ارض سيناء فإنني اتمني من الامن ان يحكم قبضته تماما علي سيناء وحزين علي ضابط الشرطة الذي قتل داخل قسم ثان العريش وهو موجود لدينا وهذا الضابط من الضباط الشرفاء وجاء الي سيناء ولكن يد الغدر أطاحت به.
محمد صبيح شيخ قبيلة المزيفة بسيناء يري انه لا علاقة بين قبائل سيناء وما جري من احداث في العريش أما فاعودة سليمان من مشايخ قبيلة ترابين فيستبعد احتمال ان يكون ما يجري في العريش من تدبير البدو فما جري من خلال عناصر من حماس والتكفير والهجرة وهي ترفع شعارات اسلامية بهدف احداث بلبلة وزعزعة الامن في المنطقة الحدودية.
تقول مني برهوم ناشطة اجتماعية بشمال سيناء
نحن كاهالي سيناء رافضين كل مايحدث من اعمال عنف وبلطجة حيث حدث يوم الجمعة الماضية دخول سيارات لاندكروزر رافعين رايات سوداء ويضربون طلقات نارية في الهواء.. تضامنا مع ميدان التحرير ودخل هؤلاء المواطنين مابين المتظاهرين واحضروا ـ لودر كبير ـ وتم هدم تمثال السادات كل هذا تم بعد صلاة الجمعة في قسم ثاني العريش هذا الذي يحدث هو مخطط صهيوني الذي يريد تقسيم مصر واحتلال سيناء والاستيلاء علي قناة السويس وهذه المرحلة الاساسية المهمة وتشير مني برهوم ان سيناء خارج نطاق الخدمة سواء في النظام القديم او النظام الحالي وترك سيناء للعبث والعابثين علي ترابها.. ولابد ان يتم تعمير سيناء بالبشر والأمن.
لان الحدود المصرية هشة ولابد من تأمين خط الحدودي بالكامل ليس بالامن المركزي فقط.. ولكن بجميع الاجهزة.. ويتم غلق الانفاق المنتشرة في وسط سيناء لان سيناء عند الصهاينة ارض الميعاد ويريدون العودة إليها وان الظروف الان مهيأة للعودة بسهولة وانني اخشي من ضياع سيناء من مصر وتكون سيناء هي كبش الفداء
المصدر : الاهرام